كسل الطفل.. صناعة الأسرة
يعاني بعض الآباء والأمهات من تقاعس أطفالهم عن أداء أعمالهم وواجباتهم في مراحل أعمارهم الأولى ، وتتبلور مظاهر هذا التقاعس في قلة النشاط والحركة ، والانغماس في الكسل ، مما يزيد من مخاوف الآباء والأمهات من مرافقة هذه الإشكالية لهم عند الكبر والبلوغ .
الكسل لدى الأطفال يعد الطريق الأسرع لفشلهم في المستقبل ، كما يقود للانحرافات السلوكية والبطالة ، لكنه - كسلوك - يرتبط بالثقافة الأسرية والاجتماعية داخل الأسرة ، ووفقاً لتأكيدات خبراء التنشئة الاجتماعية ، فإن هذه الثقافة ، إضافة لوسائل التكنولوجيا الحديثة ، يعتبران السبب الأبرز في تقليل نشاط وتحركات الأطفال ، وتعوُّدهم على الكسل .
الكسل و تأثيره على الصحة.
خلصت الدراسات الحديثة إلى وصف الكسل بعدم رغبة الطفل في القيام بالأعمال و المهام المطلوبة منه، مع عدم إدراكه بفائدتها و أهميتها، مشيرة بأن الجلوس لفترات طويلة أمام التلفزيون أو الحاسوب، و انعدام النشاط البدني، يجعلان الطفل قليل الحركة، و يعودانه على الكسل، و هو ما يؤدي إلى تعرضه أكثر من غيره للإصابة بأزمات صحية كثيرة، وربما يقوده ليصاب ب "متلازمة الوفاة الجلوسية" .
ما هي أسباب الكسل؟
تتفق آراء الخبراء في تحميل الأسرة أولاً مسؤولية إنتاج طفل كسول ، ثم تليها المدرسة كطرف ثانٍ ، بينما تتعدد الأسباب تبعاً لنوعية الأخطاء المرتكبة من كليهما أو بالتسبب فيها نتيجة إهمال الطفل، والتي تدفعه ليكون كسولاً ومن أهم هذه الأسباب:
- إغفال الأم الفروق الفردية بين الأطفال ، ومقارنتها بين الطفل وأخيه .
- النوم المتأخر ليلاً .
- تأجيل الفروض المدرسية ، يؤدي إلى التكاسل في إنجازها بسبب تراكمها .
- الملل والسأم من كثرة أو صعوبة الواجبات ، وقلة الحوافز التشجيعية .
- الجهل بطريقة إنجاز المهام ، والخوف من النقد.
- عدم معرفة الأسرة ، أو المدرسة بنفسية الطفل ، وبالأساليب التي تُنمِّي مواهبه ، وتُجدِّد نشاطه.
- التقليل من مكانته ، والاستخفاف والسخرية منه.
- إحساس الطفل بالعجز، نتيجة اعتقاده بصرامة قيود العمل التي تمنعه من الشعور بالحرية .
- إجباره على أداء واجبات وأعمال لا يجيدها ، أو لا يحب القيام بها ، مما يحدُّ من قدراته في إنجاز الأعمال بطريقته الخاصة .
- استخدام وسائل الشدة ، والصرامة ، والاستبداد ، وقلة مساحات التشجيع ، والحوار ، والإقناع من قبل الأسرة والمدرسة.
- التدليل الزائد من جانب الأم .
- إدمان بعض العادات الضارة ، مثل بعض أنماط المعيشة الحديثة ، والانشغال بوسائل التكنولوجيا الحديثة كـ (الوجبات السريعة ، التلفزيون ، الفضائيات) .
مواصفات الطفل الكسول.
- العناد ، وكثرة الجدال ، والتذمر من الأوامر .
- حل الواجبات المدرسية بعجل ، وفي اللحظة الأخيرة .
- عدم المحافظة على النظافة الشخصية ، وضعف الوعي الصحي لديه .
- إهمال الدراسة جزئياً ، أو تركها كلياً ، والتهرُّب من إنجاز الواجبات .
- الإكثار من النوم والأكل ، بهدف التهرُّب من القيام بالوظائف اليومية وأداء الواجبات المدرسية .
- التأخر في دخول الفصل ، أو إحضار الواجبات ، والتباطؤ في الإيفاء بوعوده .
- إدمان مشاهدة الفضائيات ، أو الألعاب الإلكترونية والكمبيوتر .
- اللجوء للغش في ختباراته المدرسية ، وعدم الاعتماد على النفس في عمل واجباته أو كتابة الأبحاث والوسائل التعليمية المطلوبة منه.
بعض الأساليب الوقائية
هناك مجموعة أساليب ووسائل تفيد في إبعاد الطفل عن الكسل ، يمكن اتباعها من قبل الوالدين والمدرسة ، لضمان نجاح الأمر :
- توفير الأجواء المشجعة للاجتهاد في المنزل والمدرسة ، والقبول بأخطائه ، مع الانتباه لأن يكون النقد متسماً بالهدوء والرفق .
- تقديم القدوة الحسنة ، التي تتميز بالنشاط والحيوية .
- التركيز خلال الحديث معه على الأعمال الفاضلة ، وترغيبه في القيام بالمبادرات الذاتية الإيجابية .
- تحفيزه على أداء أنشطته وأعماله التي يحبها ، وإشراكه في العمل الجماعي ، ومتابعة أدائه لواجباته .
- مساعدته وتشجيعه بشكل مستمر ، لكن دونما إصرار ، أو ضغوط لتأدية الأنشطة على سبيل الإكراه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق